............................................
عودة الأنبياء
عـطــرٌ ونـــورٌ فـــي الـفـضـاء
والأرضُ تـحـتـضــنُ الــســمــاء
والشـمـسُ تنـظـرُ بارتـيـاح للـقـمـر
والزهـرُ يهمـسُ فــي حـيـاءٍ للشـجـر
والـعـطــرُ تـنـشُــره الـخـمـائـلُ
فــــوق أهـــــداب الـطــيــور
والنجـمُ فـي شـوق تصافحـه الـزهـور
ضـــوء يـلــوح مــــن بـعـيــد
الأرضُ صــارت فــي ظــلامِ اللـيـلِ
لــؤلــؤةً يـعـانـقـهـا ضــيـــاء
والـنـاسُ تُـسـرعُ فـــي الـطـريـق
صـــوتٌ يـدنــدن فـــي الـسـمـاء
الآن ، عـــــــاد الأنــبــيـــاء
هـــــذا ضــيـــاء مُــحــمــدٍ
ينسـابُ يخـتـرقُ المـفـارقَ والجـسـور
عيـسـى ومـوسـى والنـبـيُ مـحـمـدٌ
عطـرٌ مـن الرحمـنِ فـي الدنيـا يــدور
هـذي قلـوب النـاسِ تنظـرُ فـي رجــاء
أتُـرى يعـودُ لأرضنـا زمــنُ النـقـاء ؟
أهـــــلاً بــنـــور الأنـبــيــاء
مــوســى يــداعــبُ زهـــــرةً
ثـكـلــى ..فيـنـتـبـه الـرحــيــق
الزهـرة الخـرسـاءُ تهـمـسُ : مرحـبـاً
يـا أنبيـاءَ الحـقِّ قـد ضــاع الطـريـق
الزهرةُ الخرساءُ تهتف في ذهول : يا أنبياءَ الله
يــا مــن مـلأتـم بالضـيـاء قلوبـنَـا
يــا مــن نثـرتـم بالمحـبـةِ دربـنــا
بالقـلـب أحــزانٌ وشـكـوى تخـتـنـق
وربـيـع أيــامٍ يـمـوتُ .. ويـحـتـرق
فــــالأرضُ كـبـلـهـا الــضــلال
تـاه الحـرامُ مـع الحـرام مـع الـحـلال
والخوفُ يعبـثُ فـي النفـوس بـلا خجـل
والفقـرُ فـي الأعـمـاقِ يغـتـالُ المـنـى
مـاذا يفيـدُ العمـرُ لـو ضــاعَ الأمــل؟
الأرضُ يا موسى تضجُ من الجماجمِ والسجون
أطـفـالـنـا عــرفــوا الـمـشـانـقَ
ضــاجــعـــوا الأحــــــــزانَ
فـــــي زمـــــن الـجــنــون
والشمـس ضلـت فـي الشـروقِ طريقَهَـا
فـهـوت عـلــى شـــطِّ الـغــروب
وتـأرجـحــت وســــط الـسـمــاء
مـــا بــيــن شــــرقٍ جــائــرٍ
مـــا بـيــن غــــربٍ فــاجــرٍ
الشـمـسُ تـاهــت فـــي الـسـمـاء
ما عاد فيكِ مدينتي شـيءٌ ليمنحنـا الضيـاء
فاللـيـل يحـمـلُ كالـضـلالِ سـيـوفـه
وبـحـارُنــا صــــارت دمـــــاء
مـن ينقـذ الشطـآن مـن هــذي الـدمـاء
في كل ليل داكـنِ الأشبـاح تنتحـرُ القلـوب
في كلِّ يوم تسخرُ الأحلامُ من زمـنٍ كـذوب
فــــــي كــــــل شـــبـــر
مــن تــرابِ الأرضِ أحــلامٌ تــذوب
قــالـــوا لـــنـــا يـــومـــاً
بـــأن الأرض كــانــت لـلـبـشـر
موسـى بربـكَ هـل تـرى فــي الأرضِ
شــيــئـــاً .. كــالــبــشــر ؟
عــيــســـى رســــــــول اللهِ
يـــــا مـــهـــد الـــســـلام
هـــــذي قــبـــورُ الــنـــاسِ
ضـاقــت بالـجـمـاجـم والـعـظــام
أحـيــاؤنــا فـيــهــا نـــيـــام
وعــلـــى جـبــيــن الــيـــأسِ
مــات الـحــبُ وانـتـحـر الـوئــام
الحقُ مصلوبٌ مع الأنفاسِ في دنيـا الدجـل
والـحــبُ فـــي لـيــل الـدراهــمِ
والمخـابـئ والمبـاحـثِ لـــم يـــزل
يشكو زماناً يُسحق الإنسانُ فيـه بـلا خجـل
أهــــــــلاً رســــــــول اللهِ
يـــا خـيــر الـهــداةِ الصـادقـيـن
أنــا يـــا مـحـمـدُ قـــد أتـيـتـكَ
مـــــــن دروب الـحــائــريــن
فــلــقـــد رأيـــــــتُ الأرضَ
تـسـكـرُ مـــن دمـــاء الجائـعـيـن
والنـاسُ تحـرقُ فــي رفــاتِ الـعـدلِ
مــاتَ الـعـدل فيـنـا مــن سـنـيـن
أنــا يــا رســولَ الله طـفـلٌ حـائـرٌ
مـن يرحـم الآبـاءَ مـن يحمـي البنيـن ؟
الــنــاسُ تــأكـــلُ بـعـضَـهــا
هذي لحومُ النـاسِ نأكلهـا ونشـرب خلفهـا
دمــــعَ الـحـيــارى المـتـعـبـيـن
رفقـاً رسـولَ اللهِ لا تغضـب فهـذا حالُنـا
فلقـد عَصينـا الله فــي زمــنٍ حـزيـن
مـاذا تقـولُ إذا سرقـتُ النـاس خبّـرنـي
وطـيـفُ الـجـوع يـقـتـل طفـلـتـي؟
وأنـا أمـوتُ عـلـى الطـريـقِ وحـولـه
يـسـري اللـصـوصُ وهــم سـكـارى
مـــــن بـقــايــا مـهـجـتــي ؟
بالله خــبــرنــي رســــــول اللهِ
أيــــن بـدايـتــي .. ونـهـايـتـي ؟
أتُـرى أعيـشُ العمـرَ مصلـوبَ المنـى ؟
أنـــــا يـــــا رســــــول اللهِ
لم أعرف مـع الدجـل الرخيـص حكايتـي
ماذا أكونُ ؟ ومن أكونُ ؟ أمام قبـر مدينتـي
وأمــوتُ فــي نـفـسـي .. أمـــوت
وأمــوتُ فــي خـوفـي .. أمـــوت
وأمــوت فــي صمـتـي .. أمـــوت
أنـا يـا رسـول الله أحيـا كــي أمــوت
قالـوا بــأن الـمـوت مــوتٌ واحــدٌ
وأمــام كــل دقيـقـة قلـبـي يـمـوت
قلبـي رسـول الله فـي جنـبـي يـمـوت
مـاذا أقـول وقـد رأيـتُ الأرضَ تـفـرحُ
بـالـمـعـاصــي والـــذنــــوب؟
مــاذا أقــولُ وعـمــري الـحـيـرانُ
يـطــحــنــه الــــغــــروب ؟
والـحــبُ فـــي قـلـبـي يـــذوب
آهٍ رســــولَ الله مــــن أيـامـنــا
فلـقـد رأيــتَ بـنـورِ قلـبـكَ حالـنََـا
يــا منـصـف الأحـيــاءِ والـمـوتـى
ويـــا نـــوراً أضـــاء طريـقـنـا
لا تـتـرك الأحــزانَ تـرتــعُ بيـنـنـا
الـشـمــسُ تـصـعــدُ لـلـسـمــاء
والــزهــرُ يـخـنـقـه الـبــكــاء
والـلـيـل يـنـظـرُ فـــي دهــــاء
عاد الظلامُ مدينتي ما كنتِ يومـاً .. للضيـاء
الآن يـرحـلُ عـنـكِ نــور الأنـبـيـاء
الــنــورُ يـخـتــرقُ الـســمــاء
يمضي بعيداً ، ويح قلبي ليته مـا كـان جـاء
يــومــاً رأت فــيــه الـقــلــوبُ
بشيـرَ صـبـحٍ عانـقـت فـيـهِ الـرجـاء
يـــــــــا أنـــبـــيـــاءَ الله
لا تتـركـوا الأرضَ الحزيـنـةَ للضـيـاع
لا تتـركـوا الأرض الحزيـنـة للضـيـاع
يـــــــــا أنـــبـــيـــاء الله
يـــا مـــن تـريــدون الــــوداع
يــا مــن تركـتـم للـظـلام مدينـتـي
قــبـــل الـرحــيــل تـنـبـهــوا
الأرض تــمــشــي لـلـضــيــاع
الأرض ضـاعـت .. فـــي الـضـيـاع
..................................................